كانت الأميركية ديانا بيتي كغيرها من الفتيات الحائرات اللاتي يبحثن عن إجابات مقنعة لأسئلة متلاطمة في شؤون الحياة المختلفة..
بحثاً عن الراحة النفسية والعلاج الروحي لاضطرابهن النفسي والإيماني.
بحثاً عن الراحة النفسية والعلاج الروحي لاضطرابهن النفسي والإيماني.
وبدأت ديانا رحلتها الإيمانية بحثاً عن الخلاص الروحي.. ولقد قادها مشوارها الإيماني في نهاية المطاف إلى اعتناق الدين الإسلامي خلال فترة دراستها الجامعية.
نتابع تفاصيل الرحلة الإيمانية ، تروي ديانا بيتي تفاصيل رحلتها الإيمانية قائلة: اسمي ديانا بيتي ، ولقد اعتنقت الإسلام وعمري 23 عاماً. وكنت طالبة في الكلية أدرس الفيزياء وأتدرب لكي أصبح معلمة فيزياء بعد التخرج. وأنا مواطنة أمريكية، والدي كان سكّيراً ويدخن السجائر بشراهة. وكان سريع الغضب مما خلق جواً متوتراً في الأسرة. وكانت حياته أشبه بحياة رجل ميت. وكانت والدتي حزينة له وتعطف عليه. وعاشت زواجاً أفتقد الحب والعاطفة. وعاشت أسرتنا حياة صعبة عبر سنوات طويلة، ولكن على الأقل توصلنا إلى نقطة مهمة وهي أن تظل الأسرة متماسكة رغم إن ذلك غير واقعي وغير مثالي.
صلاة الخشوع والتعبد
وقالت بيتي: عندما التحقت بالكلية قابلت مسلمات لأول مرة. وبعد اللقاء بدأت أدرك مدى جهلي بالإسلام والمسلمين. كما أدركت أن الكثير مما تعلمته عن الإسلام والمسلمين من قبل كان خاطئاً وغير صحيح، والبعض لم أسمع به كلية من قبل. وزاد فضولي في معرفة المزيد عن الدين الإسلامي نتيجة لما شاهدته من سلوك طيّب للمسلمين، وكذلك لما لمسته منهم من إخلاص في الدين. كما استوقفتني صلاة المسلمين لما فيها من خشوع وتعبد. وان فكرة الدين التي تقود إلى تنظيم كل مناحي الحياة، كانت الشيء الذي كنت ابحث عنه.
في البداية ما كنت أريد أن أقرا القرآن الكريم لما ذكره عن المسيح عليه السلام من انه ليس ابن الله، حيث قال تبارك وتعالى: (وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
ولما ذكره عن الحروب والقتال، مثل قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
فقد ترك كل هذا صدى في عقلي عندما كنت أسمع عن إرهاب المسلمين وعنفهم. ولكن المسلمين الذين أعرفهم كنت آخذهم كنموذج أجدهم مختلفين ولا يناسبون ذلك الوصف. وبدأت أندهش لبعض ما هو موجود في الإنجيل والقرآن من حيث المشابهة، وبدا لي بالفعل أن أصلهما من مصدر واحد.
ولم أصدق أستاذ الدين المسيحي عندما قال لنا أن مصدر القرآن هو الشيطان وأنه جعل بينه وبين الإنجيل بعض المشابهة لينجح في خدعته. كما لم أصدق أن هؤلاء المسلمين الذين يخلصون في عبادتهم لله سبحانه وتعالى أكثر من المسيحيين سيذهبون إلى الجحيم كما تعلمت ذلك.
الرحلة الإيمانية
وقالت بيتي: واصلت دراستي للإنجيل، ومن خلال هذه الدراسة تمكنت من قراءة الإنجيل بمعرفة جديدة وعلى ضوء جديد، وظهرت لي التناقضات وحتى الأخطاء والحقائق العلمية الخاطئة، مما جعلني أتشكك في صحة الإنجيل، وبدأت أتيقن مما دخل فيه من تحريف وتشويه من قبل البشر.
ولكن هذه الأخطاء والتناقضات غير موجودة في القرآن الكريم. وأن ما ذكره القرآن الكريم عن الله وعن الهدف من حياة الإنسان، كل هذه الأشياء وجدتها أكثر منطقية وعقلانية وسهلة الفهم. وعلمت أن الله أنزل علينا ديناً يمكننا أن نفهمه ونتبعه. واستمرت فترة دراستي للقرآن الكريم عدة أشهر وكانت من الفترات الصعبة في حياتي، إذ إنني كنت ادرس الإنجيل والقرآن، وانتهيت إلى أن الإسلام هو دين الله المبرأ من النواقص والتناقضات والانحراف والتشويه.
لذا اقتنعت انه الدين الحق الذي أرسله الله إلينا.
لذا اقتنعت انه الدين الحق الذي أرسله الله إلينا.
إشهار الإسلام
وهكذا قررت إشهار إسلامي. وفي ذلك الوقت لم أكن متأكدة من معرفة كل شيء عن الإسلام. لم أكن اعرف أهمية الحجاب في الإسلام ولم أكن اعرف كيف أؤدي الصلاة... الخ. ولكن بمضي الزمن بدأت أتعلم الكثير عن ديني الجديد.
وكان صعباً علي في بادئ الأمر بعد إسلامي أن اخلص إلى نتائج منها أن مَن عرفتهم من أشخاص قبل إسلامي: أساتذتي ووالدي وأجدادي وأصدقائي وقساوستي، كلهم مخطئون.
كما كان صعباً علي أن أقرر الذهاب في طريق ضد أسرتي وأن أفعل شيئاً أعلن إنهم يكرهونه ولا يفهمونه. وكنت خائفة من اتخاذ القرار الخطأ. كما كنت خائفة من رد فعل صديقاتي وزملائي ورؤسائي في العمل. وكنت خائفة ايضاً من أن أسرتي تتبرأ مني نتيجة اعتناقي الدين الإسلامي.
لم تكن أسرتي راضية عن خياري ولكنها لم تتبرأ مني. وتغيّرت علاقتي بأسرتي تغييراً ملحوظاً.
إرتداء الحجاب
وقالت بيتي: عندما ارتديت الحجاب لأول مرة بكت أمي قرابة الأسبوع وتألمت لارتدائي الحجاب كثيراً. وكتبت إلي رسالة تصف ارتدائي للحجاب بمثابة صفعة وجهتها إليها، وإنني هجرت تربية وتعاليم تنشئتي وأحاول أن أكون فتاة عربية، إذ أن فهم الإسلام عند كثير من الغربيين قاصر على إنه دين للعرب فقط، ولكن في الحقيقة هو غير ذلك، فهو دين الله للناس أجمعين.
فحاول أفراد أسرتي إقناع أنفسهم بأنني أسلمت وارتديت الحجاب من أجل زوجي المسلم، لذلك لم يحبوه، وكانوا يتمنون طلاقنا.
ولم يكن سهلاً علي الامتناع عن الأطعمة غير الحلال والخمر والبدء في أداء الصلاة وصوم رمضان وارتداء الحجاب مع شيء من الصعوبة في البداية، ولكن الشيء الصعب الحقيقي هو التسبب في إيذاء أسرتي بأي صورة من الصور.
لكن معظم أصدقائي لم يتأثروا بإسلامي شيئاً. ولم أجد أي مشكلة في الحصول على عمل نتيجة ارتدائي الحجاب. كما وجدت قدراً كبيراً من الاحترام من قبل زملائي وزميلاتي في العمل. ولكن الصعوبة الوحيدة التي أواجهها هي مع أسرتي لأنني ابنتهم. والرجال لايدرون ماذا يفعلون عندما أرفض مصافحتهم، ولكن في النهاية يحترمون ديني ويقدرون موقفي.
لكن معظم أصدقائي لم يتأثروا بإسلامي شيئاً. ولم أجد أي مشكلة في الحصول على عمل نتيجة ارتدائي الحجاب. كما وجدت قدراً كبيراً من الاحترام من قبل زملائي وزميلاتي في العمل. ولكن الصعوبة الوحيدة التي أواجهها هي مع أسرتي لأنني ابنتهم. والرجال لايدرون ماذا يفعلون عندما أرفض مصافحتهم، ولكن في النهاية يحترمون ديني ويقدرون موقفي.
الطمأنينة والراحة النفسية
وأضافت بيتي: انه من الصعب أن تصف لشخص لم يشعر بالإسلام، كيف أن الإسلام يغيّر الإنسان ويجعل حياته أفضل. ولقد غيّرني الإسلام تماماً. والآن ليس عندي شك في هدفنا في هذا العالم وإنني اهتديت إلى الطريق الصحيح. وشعرت بعد إسلامي بالطمأنينة والراحة النفسية التي لم أشعر بها قط من قبل.
ولقد حسّن الإسلام من حياتي كإمرأة. فلقد شاهدت كيف يعامل الرجال المسلمون الطيبون النساء معاملة طيبة كريمة فيها كثير من احترام وتقدير أحسن مما عرفت من معاملة الرجال للنساء في المجتمع الأميركي الذي نشأت فيه. وانك باعتناق الإسلام تشعر بشعور الشخص العائد إلى منزله.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق